مسلمين الايغور في الصين بقلم/ باسل خضر

باسل خليل خضر

عندما رأيت الولايات المتحدة تقود حملة كبيرة ضد الصين من أجل المسلمين،

لم أقتنع بذلك.

ولكن ما أدهشني هو انجرار المسلمين بدون دراية وراء الدعاية الامريكية.

ورغم ذلك لم أقتنع بما يقوله المسلمين والامريكان.

قررت البحث عن وجهة نظر الصين

بحثن في أراء وشهادات من زاروا شينجيانغ والتقوا مسلمين الايغور، بحثت في تاريخ هذه القضية.

اضررت الى البحث باللغة الصينية وتكلفت عناء الترجمة من أجل ان اثبت وجهة نظري ان الامريكان ومن خلفهم من المسلمين على خطأ.

وجدت ان هناك منظمات اسلامية إندونيسية وماليزية قامت بزيارة شينجيانغ بدعوة من الصين للاطلاع على اوضاع المسلمين، وحظيت هذه المنظمات بدعم وتبرعات من الصينيين، وكان موقفهم ان المسلمين بخير، أما موقفهم فيما يخص مركز التأهيل فكان ان هذا المركز يهدف بشكل جاد لمحاربة التطرف والارهاب.

وجدت ان هذه المدينة بالفعل عانت لسنوات طويلة من الإرهاب والتطرف الديني والجرائم الخطيرة والانفصالية، وما لفت انتباهي هو ان مركز التأهيل لمكافحة الارهاب موضوع قديم، ويعمل منذ فترة.

والاهم ان تلك التدابير كفلت عدم حدوث أي حوادث إرهابية عنيفة (أحداث) في شينجيانغ لمدة ثلاث سنوات متتالية، بمعنى ان مركز التأهيل نجح في الحد من التطرف والارهاب.

اذا لماذا الولايات المتحدة متضايقة من ذلك؟

اولاً: كلنا يعلم ان الولايات المتحدة تعيش على التطرف الديني، وهي اول من اوجدت التنظيمات المتطرفة.

ثانيا: نجاح باهر في تعديل سلوك المتطرفين في هذا المركز الصيني يعتبر مؤشر خطر على المشروع الامريكي التطرفي الداعشي.

ثالثاً: الخوف من انتقال تجربة هذا المركز للدول الاسلامية التي تعاني من التطرف الديني، وبالتالي يكون القضاء على النفوذ الامريكي الذي يعيش على التطرف.

رابعاً: هناك حرب اقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، وهذه الدعاية الامريكية جزء من الحرب،

ولأن الصين تركز كل طاقتها في الاقتصاد وتبتعد كل البعد عن القضايا السياسية فان ذلك يزعج الولايات المتحدة،

ولأن السياسة هي ملعب الولايات المتحدة المفضل فقررت اشغال الصين بالسياسة للتأثير على الاقتصاد، فتم افتعال ازمة المظاهرات في الصين وتم الترويج لقضية المسلمين الايغور، وكلها في النهاية ادوات ضغط امريكية على الصين.

لقد دعت الصين أي انسان ينتقد وضع المسلمين فليأتي ويشاهد بنفسة ولا يتكلم وهو بعيد، ونحن كمسلمين لا ننكر ان الدين الاسلامي تم استغلاله لنشر التطرف من قبل الغرب، ولا ننكر ان الدماء الوحيدة التي تسيل على الكرة الارضية هي دماء المسلمين بأيدي المسلمين، فاذا كان مركز التأهيل في شينجيانغ ساهم في الحد من الارهاب والتطرف، فإننا كمسلمين عرب نطالب الصين بنقل هذه التجربة الى الدول العربية.